]color=red]
تلقى الشارع المصري صدمة عنيفة بعد الهزيمة غير المتوقعة أمام منتخب مغمور لم يصعد إلى نهائيا إلى أمم أفريقيا من قبل . وما زاد من قوة الصدمة المستوى الهزيل الذي ظهر عليه منتخب الفراعنة حيث لم نشاهد إلا أشباحا ترتدي زي المنتخب المصري .فلا تشكيل ولا خطة ولا تكتيك ولا طموح ولا حماس.
وعندما نتأمل هذا الوضع نجد أن هذه المنظومة من لاعبين و جهاز فني واتحاد تشترك في المسؤولية.
ونبدأ باللاعبين ..
هذا الجيل من اللاعبين استنفد كل قواه فقد حقق ما لم يحققه أي جيل قبله سواء مع المنتخب المصري أو الأندية، ووصل اللاعبون إلى مرحلة التشبع واليأس في ذات الوقت بعد الفشل في الوصول إلى كأس العالم .
وبات اللاعبون في وضع صعب , فالأضواء و النجومية التي يعيشونها من الصعب عليهم تركها، فمنهم من يلعب لأجل تحقيق رقم شخصي معين ومنهم من يلعب للشهرة أو حصد أكبر قدر من المال لأنهم يدركون أن أيام اللاعب قصيرة في المستطيل الأخضر، وقد يكون لهم العذر في ذلك .
وللأمانة فهم أصحاب الإنجازات التي تحققت في الفترة الماضية وبرغم ذلك تعيش بقية المنظومة تحت عباءة هذه الانجازات، بل أن منهم من استفاد أضعاف أضعاف اللاعبين.
ومن الطبيعي أن يتأثر اللاعبون عندما يشعرون بأن نتاج مجهودهم وإخلاصهم يصب في مصلحة آخرين، وخير مثال على ذلك اللاعب الأمين محمد بركات الذي آثر أن ينأى بنفسه بعيداً عن هذا الجو الملوث، رغم الأصوات التي تقول إن بركات اعتزل دولياً, وأنا أتحدى بأنه إذا تغيرت المنظومة الكروية في مصر ورحل الجهاز الفني واتحاد الكرة فإن بركات سيكون اللاعب رقم واحد مع أي جهاز جديد يقود المنتخب .
ونأتي إلى الجهاز الفني ..
لا ننكر الإنجازات التي تحققت على يد هذا الجهاز وكان شريكاً رئيسياً فيها , فقد ساعدته كل الظروف من لاعبين ومسؤولين وجماهير واتحاد مطيع, لكن عليه مآخذ كثيرة، ومنها أنه يعتمد على مجموعة معينة من اللاعبين يسمون (أهل الثقة )، وتخيل الجهاز الفني أن هذه المجموعة ستستمر بنفس قوتها وطموحاتها طوال العمر، ونسي أبسط اختصاصات أي جهاز فني، وهي متابعة المسابقات واكتشاف مواهب جديدة ومتابعتها وتجهيزها لتكون مستعدة لأخذ مكانها بدلاً من ضم عناصر عن طريق وسائل الإعلام فهو يشاهد اللاعبين مثلنا تماما عبر وسائل الإعلام ويتابع آراء المحللين واقتناعهم بلاعبين معينين ويمشي وراءهم.
وكانت النتيجة أن خرج علينا "المعلم" بعد الخسارة من النيجر وقال من دون أي خجل: هناك لاعبون في المنتخب محليون ولا يستطيعون تمثيل منتخب بلادهم في المحافل الدولية..!! "صح النوم" . فهذا عذر أقبح من ذنب..
عموماً.. قد تكون الفرصة لا تزال سانحة للانسحاب بدلاً من المكابرة فقد يأتي اليوم الذي تبحث فيه عن هذه الفرصة الذهبية فتتفاجأ بأن الثمن مكلف جداً .
وهنا نتذكر ما قاله مدرب الأهلي السابق الداهية البرتغالي مانويل جوزيه بعد فوزالمنتخب المصري باللقب الأفريقي الأخير في أنجولا بأن الفضل في ذلك الفوز يعود إلى حسام البدري مدرب فريق الأهلي - الذي ينتمي إليه القوام الرئيسي للمنتخب- لأنه جهز اللاعبين وأهداهم للمنتخب - وإن كان المدرب الماكر يقصد نفسه بهذا الكلام -..
ونصل إلى اتحاد الجبلاية ..
فقد اشتكت الحناجر وملت الأقلام من كثرة ما قيل وكتب عن المخالفات والاختلاسات والمجاملات والبيزنس والمصالح والقضايا والتحقيقات والنيابة والمحاكم.. فمهما تكلمنا فلن نقول أكثر مما قيل عن هذا الاتحاد فقد يئس الجميع من الكلام وأيقنا بأنه لا يجوز المساس بـ "عزبة زاهر "..
كل ما نأمله أن يطيل الله في عمرنا حتى نعيش اليوم الذي نرى فيه "دكان شحاته" وقد أغلقت أبوابه ...
[/color]